روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | كيف يحب طفلي.. النظافة؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > كيف يحب طفلي.. النظافة؟


  كيف يحب طفلي.. النظافة؟
     عدد مرات المشاهدة: 3673        عدد مرات الإرسال: 0

لدي احد اطفالى يبلغ من العمر 10 سنوات المشكلة انى بصعوبة بالغة اوجهه لاخذ حمام أو تشطيف او غسل شعره اتبعت معه اللين والتهديد ولم يجدى معه شيئا.

افيدونى اعزكم الله كيف احبب له هذا الامر شكر الله لكم

بسم الله الرحمن الرحيم .

والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:

الأخ الكريم / محمود

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

لا شك أن أمر التربية من الأمور الصعبة جدا ، والتي يعاني منها معظم الآباء والأمهات، نتيجة لطبيعة العصر والمجتمع الذي يعيشون فيه.

ودائما ما نوصي المربين بالصبر على من يربونهم،والاستعانة بالوسائل الحديثة في التربية مثل شرائط الفيديو أو الشرائط السمعية، والحلقات التربوية والتعليمية في المساجد .

وأعتقد حقيقة أنك قد قطعت شوطا كبيرا مع ابنك، واتبعت معه الكثير من الأمور الهامة مثل التنويع في طريقة تعاملك معه بين اللين والشدة .

ولكن الآن دعنا ننظر إلى الموضوع والمشكلة من زاوية أخرى، بمعنى أننا نفترض أن المشكلة تنبع من ابنك، فماذا لو افترضنا أنها نتيجة لتعاملكم معه منذ البداية، واستخدام أسلوب العقاب والصراخ بديلا عن الحوار والمناقشة معه.

وأذكر لك هنا قصة توضح لنا ربما يكون الشخص منا هو سبب المشكلة دون أن يشعر، ولكنه يلقي باللوم على الآخرين، يروى أن رجلا انتقل مع زوجته إلى منزل جديد وفي صبيحة اليوم الأول وبينما يتناولان وجبة الإفطار قالت الزوجة:

مشيرة من خلف زجاج النافذة المطلة على الحديقة المشتركة بينهما وبين جيرانهما .. انظر يا عزيزي !،إن غسيل جارتنا ليس نظيفا كما ينبغي لابد ...أنها تشتري مسحوقا رخيصا .. ثم دأبت الزوجة على إلقاء نفس التعليق في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل وبعد شهر اندهشت الزوجة!!

فقد رأت الغسيل نظيفا على حبال جارتها فقالت لزوجها: انظر أخيرا تعلمت جارتنا كيف تغسل ..فأجاب الزوج: عزيزتي، لقد نهضت مبكرا هذا الصباح ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها !.

وأعتقد أن العظة والعبرة التي نستخلصها من القصة هي: انظر لنفسك جيداً .. قبل أن تخطئ في حق الآخرين .

وبالتالي عليك بما يأتي:

1. لا بد من أن نغير تعاملنا مع الطفل، وأن نراقب أنفسنا في تعاملنا معه، فربما نكون نقسو عليه دون أن نشعر، أو أن نتنبه لذلك .

2. أعتقد أن ابنك يفعل ما يفعله معك، من عدم الاعتناء بنظافته الشخصية ، وعدم استماعه لما تمليه عليه من أوامر نتيجة لأنه ربما يكون من الأشخاص القياديين الذين يحبون أن يقوموا بأعمالهم دون أمر من الآخرين.

وربما يكون سبب ذلك مرده إلى أنه يحاول لفت أنظاركم وانتباهكم إليه وكأنه يرسل رسالة مفادها " أنا موجود وأحتاج إليكم ".

وفي كلا الحالين يحتاج منكم إلى تعديل وتغيير معاملتكم له، وان نشعره بأهميته في المنزل ، وبالتالي نلقي عليه بعض الأعباء المنزلية ، مثل أن يساعدك في شراء بعض حاجيات المنزل وترتيب غرفته ومساعدة أخوته في بعض واجباتهم وهكذا .

3. عدم استخدام القسوة والضرب معه، وإشعاره دائما بأنه ليس هناك فرق بينه وبين أخوته ، إن لم يكون هو متميز عنه،وأغدقوا عليه من الحب والتواصل العاطفي .

4. هذا الابن يحتاج للمساندة، وعدم الإكثار من انتقاده، وتشجيعه على الإيجابيات، فأكثر من مدحه والثناء عليه . وإشعاره بالثقة في النفس وترديد عبارات الثناء والتشجيع بأنه قادر على التغلب على هذه المشكلة.

5. علينا أن نجري حوارا بيننا جميعا داخل الأسرة ، ويشارك فيه جميع أفراد الأسرة – على قدر المستطاع – عن أهمية النظافة للإنسان ، وموقف الإسلام منها ، وكيف حثنا الإسلام على العناية بها .

6.علينا أن نبحث عن بعض القصص التي تتناول هذا الموضوع ، ونقوم بقراءتها مع الطفل ، أو نحكيها له ، ونعمل على استخلاص الدروس المستفادة منها .

7. حاول أن تتفق مع طبيب متخصص في الأمراض الجلدية ، وتعرفه بأمر طفلك ، وتطلب منه أن يحدث الطفل عن أضرار إهمال العناية بنظافة الجسم ، ويريه بعض الصور التي تتعلق بتلك الأمراض الناتجة عن إهمال العناية بالنظافة الشخصية .

8. اعمل جائزة أسبوعيا لأولادك لمن يواظب منهم على الاغتسال اليومي ولا سيما في أيام الصيف ، ومن يعتني بشعره منهم ، وازرع بينهم التنافس في هذا الأمر .

أصلح لك ابنك وهداه لك ورزقك بره. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الكاتب: أ. عصام ضاهر

المصدر: موقع المستشار